يقدم موقع فرع إسحاق للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : الروح , تتضمن إجابة في الصميم على أي سؤال يُطرح حول الروح
الروح
https://isaac0branch.blogspot.com/2025/10/the-soul.html
مقدمة
بســم الله الرحمن الرحيم
في البداية : بإذن الله تعالى وتوفيقه يقدم موقع فرع إسحاق للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : تعريف معنى صفة الروح , صفة تطلق على الملاك جبريل , صفة تطلق على الوحي , صفة تُطلق على النفس قبل وبعد التجسد , والله ولي التوفيق
تعريف معنى الروح
الروح هو لفظ شرعي عبارة عن صفة تُطلق على ( جبريل + الوحي + النفس ) :
- أولا - الله وصف بها : حامل الأمانة الملاك جبريل ع ( الروح الأمين ) ، الروح القدس
- ثانيا - الله وصف بها : الأمانة ( العهد المقدس ) أي الوحي المقدس ، الروح القدس
- ثانيا - الله وصف بها النفس البشرية قبل وبعد التجسد ، ولم يصفها بذلك حال التجسد
أولا - صفة تُطلق على الروح الأمين ( جبريل )
الروح ( الأمين ) حامل الروح ( الأمانة )
الروح ( جبريل ) حامل الروح ( التكليف )
قال تعالى :
- وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)
- قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)
ملاك الوحي جبريل : وُصف بالروح الأمين لأمانته على الأمانة التي يحملها , وبالقدس القدس لقداسة التكليف الذي يحمله , وهذا قطعاً تشريفاً له بشرف الأمانة المحمولة ( الروح القدس أي الوحي ) , لأنه حامل للروح القدس ( أي كلام الله سواء شرائع أو نبوءات ) - فالروح القدس هو كلام الله أي رسالة الله للبشرية هو ( المحمول ) وجبريل ملاك الوحي هو ( الحامل الأمين على الأمانة المحمولة ) فشرف الحامل من شرف المحمول
إذن
الله س هو ( المرسل )
وجبريل ع هو ( الرسول )
والنبـــي ص هو ( الرسول )
والإنسان هو ( المرسل إليه )
والعــــــهد هو ( الرسالة )
ثانيا - صفة تُطلق على الوحي المقدس ( القرآن )
يقول تعالى :
- - رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ @
- - يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ @
- - قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ @
- - إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً....@
- - تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ000 وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ......... @
- - ...... أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ...... @
الروح لفظ شرعي ورد في القرآن يُقصد به أو يُوصف به الوحي , والوحي عبارة عن كلام الله أي ( الغذاء الروحي ) - لأن بالوحي تحيا الذات ( النفس البشرية ) الحياة الروحية بالغذاء الروحي - فهو روح بالنسبة لها - أي أن حياة النفس البشرية تتوقف على الوحي ( الغذاء الروحي ) , وهذا الوحي ورد في القرآن بلفظ الروح باعتبار أنه مصدر حياة الذات ( النفس البشرية ) - وهو الروح القدس أو العهد الذي يؤيد به الله عباده كما أيد جميع الأنبياء به
الله سبحانه وتعالى بيضرب لنا الأمثال في القرآن الكريم لكي نفهم كيفية إحياء النفس البشرية بواسطة الروح أي ( بالغذاء الروحي ) من خلال فهمنا لكيفية إحياء الأرض الزراعية بواسطة الماء ( الغذاء المادي ) , فالنفس تحيا روحيا بالروح وكذلك الأرض تحيا مادياً بالماء , فإذا فهمنا كيفية إحياء الأرض حياة معنوية مادية سنفهم على الفور كيفية إحياء النفس حياة معنوية روحية
@ - كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
بداية لابد أن نفرق
بين وجود الشيء من حيث الذات - وبين وجود الشيء من حيث المعنى
فوجود الشيء من حيث الذات يُسمى ( الوجود الذاتي ) - وجود الشيء من حيث المعنى يُسمى ( الوجود المعنوي )
فيمكن أن يكون الشيء موجود ولكن وجوده ليس له معنى ( يعني وجوده كعدمه! )
وفرق شاسع بين هذا وذاك
فمثلا
بالنسبة لذات الشيء
وجود ذات الشيء سواء الأرض أو النفس بلا روح يُحييه , وجود بلا معنى لا قيمة له ويُعتبر في تعداد الموتى
أما بالنسبة لمعنى ذات الشيء
هل وجود ذات الشيء وجود حي له معنى أم وجود ميّت بلا معنى؟
وللإجابة
الأرض تحيا بالروح ( الماء ) في الكون - والنفس تحيا بالروح ( الوحي ) في الجسد
للإيضاح أكثر
ما ورد في القرآن عن نزول الماء على الأرض لنفهم منه الفرق بين
الموت المعنوي للأرض الموجودة في الكون المادي - والموت المعنوي للنفس الموجودة في الجسد المادي
الأرض كنهها مادة موجودة في الكون - والنفس كنهها روح موجودة في الجسد
الشيء المـادي يحيا بالمادة - والشيء الروحي يحيا بالروح
الأرض مادة تحيا بالمـاء - والنفس روح تحيا بالوحي
الله جعل من المـاء كل شيء مــادي حي - والله جعل من الوحي كل شيء روحي حي
لنتأمل وجه المقارنه هذه
الماء مادة - الوحي روح
الله يحيي الأرض بعد موتها بالماء - والله يحيي النفس بعد موتها بالوحي
بالماء تحيا الأرض الحياة المعنوية المادية - وبالوحي تحيا النفس الحياة المعنوية الروحية
بالماء الأرض لها معنى وبدونها لا معنى لها - بالوحي النفس لها معنى وبدونه لا معنى لها
حياة الأرض ( الحياة المعنوية المادية ) تتوقف على نزول الماء - حياة النفس ( الحياة المعنوية الروحية ) تتوقف على نزول الوحي
وهذه الماء التي وردت في القرآن هي بمثابة روح يحيي الله بها الأرض بعد موتها , وهي كمثال فقط للناس لعلهم يعقلون
قال تعالى
- الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)
الموت المعنوي ظلمات
سواء
موت الأرض الموت المــادي - أو موت النفس الموت الروحي
الله يخرج الأرض من ظلمات الموت المعنوي المادي بالماء - والله يخرج النفس من ظلمات الموت المعنوي الروحي بالوحي
الأرض بدون الماء تعتبر ميتة الموت المعنوي ( المادي ) - والنفس بدون الوحي تعتبر ميتة الموت المعنوي ( الروحي )
الأرض لا معنى لها بدون المادة ( الماء ) - والنفس لا معنى لها بدون الروح ( الوحي )
فالماء النازل من السماء على الأرض أعظم نعمة مادية من الله تعالى كي يُحيي به الأرض بعد موتها
وكذلك
العهد النازل من السماء على النفس أعظم نعمة روحية من الله تعالى كي يُحيي به النفس بعد موتها
والله سبحانه وتعالى ضرب لنا نظام إحياء الأرض بالماء , كمثال صارخ نهتدي به لمعرفة نظام إحياء النفس بالوحي
وفي ضوء ما ذكرناه في :
- مسألة إخراج الأرض من ( الموت المعنوي المـادي ) إلى ( الحياة المعنوية المــادية ) بواسطة نزول المـاء
- ومسألة إخراج النفس من ( الموت المعنوي الروحي ) إلى ( الحياة المعنوية الروحية ) بواسطة نزول الوحي
لنتأمل هذه الآيات - حيث يقول تعالى :
- وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)
- أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)
- أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)
- فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)
- وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)
- وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي .......... (260)
- اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)
- يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
- وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)
- وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11)
والرسول ص أيضا بيضرب لنا الأمثال ومنها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ :
- وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)
- أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)
- أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)
- فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)
- وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)
- وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي .......... (260)
- اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)
- يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
- وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)
- وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11)
- وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)
لا حظ .. كلمة ( كذلك ) يأتي بعدها ( تُخْرَجُونَ - نُخْرِجُ - تُخْرَجُونَ - الْخُرُوجُ )
أي هكذا خروج النفس من ظلمات الموت المعنوي الروحي إلى نور الحياة المعنوية الروحية
فالمقصود بها بيان وجه المماثلة بين الأرض والنفس من حيث ( الخروج من الموت المعنوي إلى الحياة المعنوية )
وهذا الخروج المقصود به
بالنسبة للأرض: خروج من الموت المعنوي المادي إلى الحياة المعنوية المادية بالماء
بالنسبة للنفس : خروج من الموت المعنوي الروحي إلى الحياة المعنوية الروحية بالوحي
والرسول ص أيضا بيضرب لنا الأمثال ومنها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ :
1- أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ،
2- وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً،
وذلك مَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ )
صدق رسول الله
ثالثا - صفة تُطلق على النفس البشرية ( الذات )
1- قبل التجسد
عندما تُطلق على النفس ( Soul )
ومن الأحاديث الدالة على ذلك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم تكون علقة مثل ذلك ثم تكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله الملك فينفخ فيه الروح ثم يؤمر بأربع كلمات كتب رزقه وعمله وأجله وشقي هو أم سعيد فوالذي لا إله غيره أن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها وان أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها )
وورد في الصحيحين
عن عبد الله بن مسعود قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق : { إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة , ثم يكون علقة مثل ذلك , ثم يكون مضغة مثل ذلك , ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد . فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها } .
إذن الذات ( النفس ) قبل أن تُنفخ في جسد الجنين وهو في رحم أمه , الرسول صلى الله عليه وسلم وصفها بأنها روح أي روح بالنسبة للجسد , لأن الذات ( النفس ) تُمثل شريان الحياة بالنسبة للجسد المادي , أي يحيا بوجودها فيه ويموت بخروجها منه , فوجود الذات ( النفس ) في الجسد يُسمى الوجود الذاتي , وخروجها من الجسد يُسمى الموت الذاتي
وعليه : يكون الموت الذاتي قبل وبعد التجسد , وتكون الحياة الذاتية حال التجسد , وهذا بالطبع الموت والحياة الذاتية يختلف تماما عن الموت الروحي قبل وبعد الوحي , والحياة الروحية حال الوحي
ملاحظة : صفة لا تُطلق على النفس البشرية وهي داخل الجسد!
بدليل أن الله تعالى ذكر النفس الروحية البشرية باسمها الصريح في القرآن الكريم طالما أنها داخل الجسد المادي, إذ قال تعالى:
- سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)
- وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ @
- وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا @
- وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى @
- يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ @ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً @ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي @ وَادْخُلِي جَنَّتِي @
- وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا @
- وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى @
- يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ @ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً @ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي @ وَادْخُلِي جَنَّتِي @
- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ @
- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ @
- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ @
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن المؤمن تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب أخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج فيعرج بها حتى ينتهي بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان ابن فلان فيقال مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشرى بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز و جل وإذا كان الرجل السوء قال أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث أخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال يقال لها حتى تخرج فينتهي بها إلى السماء فيقال من هذا فيقال فلان ابن فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنه لا تفتح لك أبواب السماء فترسل إلى الأرض ثم تصير إلى القبر
« والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إِليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين »
وورد أيضا في حديث: ( من عادى لي ولياً )
في نهاية الحديث يقول الله عز وجل : ( .... وما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن )
2- بعد التجسد
بعد خروج النفس من الجسد
وأيضا ما رواه النسائي حدثنا أبو داود عن عفان عن حماد عن أبى جعفر عن عمارة بن خزيمة أن أباه قال رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة النبي فأخبرته بذلك فقال : إن الروح ليلقى الروح فأقنع رسول الله هكذا قال عفان برأسه إلى حلقه فوضع جبهته على جبهة النبي فأخبر أن الأرواح تتلاقى في المنام وقد تقدم قول ابن عباس تلتقي أرواح الأحياء والأموات في المنام فيتساءلون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى
والخلاصة - الروح هو صفة ليس أكثر وصف الله تعالى بها على لسان الرسول ص وصف بها النفس البشرية وهي خارج الجسد المادي سواء قبل التجسد أو بعد خروجها من الجسد , أما وهي داخل الجسد المادي فلم يصفها بأي وصف بل سماها بأسمها الحقيقي النفس
الخاتمة
في النهاية : بفضل الله تعالى وتوفيقه قدم موقع فرع إسحاق للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : تعريف معنى صفة الروح , تعريف معنى صفة الروح , صفة تطلق على الملاك جبريل , صفة تطلق على الوحي , صفة تُطلق على النفس قبل وبعد التجسد , هذا فإن أصبت فمن الله تعالى وان أخطأت فمن نفسي والشيطان , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

تعليقات
إرسال تعليق