- -

القائمة الرئيسية

الصفحات

تنويه : هذا الموقع هو موقع ديني في مجمله يقدم أبحاث ذات محتوى ديني عن فرع إسحاق، يعبر فقط عن وجهة نظر الكاتب كباحث ومفكر إسلامي ولا يُعبر بالضرورة عما توصل له العلم الشرعي، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر  نسل إبراهيم = ( فرع إسـحاق + فرع إسماعيل ) ----------- مدير الموقع :  رمضان مطاوع 
 يقدم موقع فرع إسحاق للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : ماهية وطبيعة النفس , علاقة النفس بالجسد , تجسد النفس في جسد الجنين , مكان النفس في الجسد , علاقة النفس بالمضغة , التسوية ونفخ الروح


النفس البشرية - العاقلة

https://isaac0branch.blogspot.com/2025/10/human-psyche.html

مقدمة

بســـــم الله الرحمن الرحيم
في البداية : بإذن الله تعالى وتوفيقه يقدم موقع فرع إسحاق للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : ماهية وطبيعة النفس , علاقة النفس بالجسد , تجسد النفس في جسد الجنين , مكان النفس في الجسد , علاقة النفس بالمضغة , التسوية ونفخ الروح , والله ولي التوفيق


النفس البشرية
النفس البشرية



صفات النفس ( الذات - القلب - الروح )

ماهية وطبيعة النفس

النفس الروحية هي حقيقة الدابة أي ذاتها ( الهو والأنا والأنا الأعلى ) , أما ( الجسد المادي ) فهو مجرد الوجه المادي لها في هذا العالم المادي ,هذه النفس الروحية تتجسد في هذا الجسد المادي كي تستقله لتعمل به في هذا العالم المادي , وفق المنهج التربوي الروحي وهو الوحي ( الغذاء الروحي ) , فالوحي هو الروح أي هو ( الغذاء الروحي ) الذي تحيا به النفس الروحية , والجسد مجرد الأداة المادية التي تستخدمها النفس

فلاسفة اليونان قديما كانوا يقولون بأن تركيبة الإنسان ثنائية , وكانوا يعتقدون بأن في داخل جسد الإنسان شيء خفي , فتارةً يسمونه النفس , و تارةً يسمونه العقل , وتارةً يسمونه الذات وغير ذلك , وكانوا يعتقدون أن هذا الكائن الخفي هو السبب في وجود الوعي والإدراك , وهو السبب في حياة الجسد وغيابه يعني الموت , وعندما نزل القرآن الكريم من الله سبحانه وتعالى على رسول الإسلام محمد ص ، تكلم القرآن عن النفس وخاطبها خطابا باعتبار أنها كيان مستقل ، وذكر أن من طبائعها الأمر بالسوء واللوم والطمأنينة , وتكلم عن شيء آخر هو الروح - واختلاف الأسماء يدل ولا شك على اختلاف الماهيات .

أما رب العزة سبحانه وتعالى يقول عن النفس :

- وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ @
- وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا @
- وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى @
- يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ @ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً @ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي @ وَادْخُلِي جَنَّتِي @
- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ @
- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ @

فهذا بعض ما جاء في القرآن الكريم عن النفس , وفقهاء المسلمين تكلموا عن أن تركيبة الإنسان ثنائية ، روح ( وهي النفس عندهم ) وجسد , وهم في هذا لا يتبعون المتفلسفة من اليونانيين ومن قاربهم من فلاسفة العرب ، وإنما نظروا إلى وضع كلمة ( روح ) و ( نفس ) في حديث النبي (ص) ـ, فظنوا وجود الترادف بينهما , ولذا شاع بينهم أن النفس والروح شيء واحد! . ودعم هذا القول أن اللغة العربية كانت ولا زالت تعتبر النفس هي الروح ، وتفسر كل منهما بالآخر .

من النصوص الشرعية التي وردت فيها النفس ومشتقاتها سواء في الكتاب أو في السنة 
يتبين أن الإنسان مركب ثنائي التركيب - يعني يتركب من : ( نفس جسد 
الذات هي النفس جوهر الإنسان أو حقيقته , أما الجسد فهو الهيكل أو الجهاز الذي تعمل به النفس 
أما بالنسبة للروح فهو ليس كيان مستقل لذاته إنما هو مجرد وصف شرعي
( وُصف به الوحي كما ورد في القرآن - ووُصفت به النفس كما ورد في السنة ) 
فمثلا : الوحي وصف بأنه روح تحيا به النفس , والنفس وصفت بأنها روح يحيا بها الجسد
 الماء روح تحيى به الأرض
 
النفس هي الذات لأنها مصدر الحياة المادية ( البيولوجية ) للجسد - وهي حقيقة الكائن الحي المتحرك سواء في الغيب أو في الشهادة - وهي الجوهر الذي يتضمن الصفات وليس عرض - وهي التي شهدت بربوبية الله في عالم الغيب - وهي المستخلفة لتنفيذ إرادة الله في الأرض - وهي الذات التي قبلت حمل الأمانة والعمل بشرع الله - وهي التي خُلقت لتسبيح الله بحمده في الدنيا والآخرة من خلال العبادة المُكلفة بها - فمنها المطمأنة واللوامة والأمارة بالسوء - وهي التي تحيى الحياة الروحية في الدنيا عندما تستقيم على أمر الله

وهي أيضاً التي يتوفى الله عملها حين الموت ( سواء النهائي عند خروجها من الجسد أو المؤقت عند النوم ) - وهي التي يقبضها ملك الموت ويخرجها من جسدها المادي لعالم البرزخ - وهي التي يقبرها الملائكة في القبر الروحي في البرزخ , أما الجسد فيدفنه البشر في المقبرة المادية في الدنيا - وهي التي تذوق نعيم أو عذاب القبر الروحي في البرزخ - وهي التي تُستوفى آثار أعمالها يوم البعث من القبر فتتجسد في جسدها مرة أخرى يوم البعث - وهي التي سوف تُحاسب يوم الفصل - وهي التي تُستوفى ما كسبت من حسنات وما اكتسبت من سيئات - وهي التي تُستوفى جزاءها بعد الحساب بدخولها النار أو الجنة
 


أولا - علاقة النفس بالجسد

هي مصدر النشاط البيولوجي لخلايا الجسد المادي , وهي القوة المحركة لكافة أجهزة وخلايا جسد الدابة , وبواسطتها تتم تغذية وحركة وقيام وحياة هذا الجسد , ولولا وجودها في الجسد لتوقـف الجسد عن الحركة ولأصبح خامداً لا حراك فيه شأنه شأن سائر الجمادات , وهي التي تقود الجسد وما الجسد إلا مركبة للنفس تقوده في هذا العالم المادي , أي أن الجسد مجرد جهاز مادي تستخدمه النفس في هذا العالم المادي الموجودة فيه , النفس في الكتاب والسنة (اسم ذات) لكن الاختلاف في وصفها , حيث أن الكتاب وصفها بأنها (القلب أو الفؤاد) والسنة وصفتها بأنها (الروح) .

والله تعالى في الكتاب يخاطب النفس لكونها جوهر أو حقيقة الإنسان المتجسدة في قلب الجسد المادي , لذا وصفها بأنها قلب أو فؤاد , والرسول وصفها بأنها روح باعتبارها سبباً جوهرياً لا غنى عنه لحياة جسد الإنسان , والنفس تحيط بالمضغة ( القلب المادي المعروف ) مركز الجهاز الدوري ويتوقف تشغيل أو عمل أو بمعنى أصح حياة المضغة (القلب المادي) على وجود النفس ( القلب الروحي )

لذلك
حياة المضغة ( القلب المادي ) من حيث الذات والمعنى تتوقف على وجود الروح ( أي النفس ) في المجال الكهرومغناطيسي للمضغة ( القلب المادي ) , وحياة النفس من حيث الذات والمعنى تتوقف على حياة المضغة أي سلامتها وسلامة مجالها الكهرومغناطيسي , والمضغة (القلب المادي) هو مركز الجهاز الدوري الذي يجعل جميع خلايا الجسد حيّة تعمل , فالنفس ( القلب الروحي ) هي التي تجعل القلب المادي ينبض والدم يجري والمعدة تهضم والشعر ينمو وغير ذلك من جميع العمليات اللاإرادية , فضلا عن باقي العمليات الحيوية
النفس ( القلب الروحي ) هي السبب في كل التغيرات التي تطرأ على المضغة ( القلب المادي ) , كزيادة عدد ضربات القلب أو خفضها


ثانيا - تجسد النفس في جسد الجنين

الملائكة هم جنود الله في السموات عبارة عن أنفس خلقها الله تعالى وجسدها داخل أجساد نورانية من طبيعة العالم النوراني المخلوقين منه وتجسدت فيه , وكذلك البشر هم جنود الله في الأرض عبارة عن أنفس خلقها الله تعالى وجسدها داخل أجساد مادية من طبيعة العالم المادي المخلوقين منه وتجسدت فيه , وجميع الأنفس بلا استثناء هي أصلاً من عالم الغيب خُلقت فيه وله وليس من عالمنا المادي

والأنفس العاقلة ( الذوات الروحية البشرية ) أي أنفس البشر فقط هي المكلفة في الكتاب بالعبادة , هذه الأنفس البشرية سبق أن أشهدهم الله على أنفسهم بربوبيته وهم في عالم الذر ( أي قبل تجسدهم في أجسادهم المادية ) فقالوا شهدنا , وظلت جميع الأنفس موجودة هناك في عالم الغيب حتى يأتي دور كل نفس في التجسد في الدنيا , فإذا ما أتى أو حان دور النفس في التجسد لكي تعمل في الدنيا , بعث الله بها المَلاك إلى الدنيا لينفخها في جسد ( وجه مادي بيولوجي ) لا إرادي , خُلق هذا الجسد في رحم الأم وأُعد خصيصاً لها من نطفة الرجل , هذا الجسد ( الوجه المادي البيولوجي للنفس ) قبل أن تتجسد النفس فيه , أي قبل أن تُنفخ النفس ( باعتبارها روح يحيا بها الجسد ويموت بدونها ) في الجسد , كان هذا الجسد أي جسد الجنين بيستمد حياته ونشاطه البيولوجي من حياة ونشاط جسد الأم المادي , وهذا الأخير أي جسد الأم بالطبع يستمد حياته ونشاطه أصلاً من حياة ونشاط نفس الأم أي ( ذاتها الروحية ) , وبعد أن مر جسد هذا الجنين في رحم الأم بثلاث مراحل تكوين في أربعة أشهر من الخلايا الحية للأبوين , وبعد أن تجسدت ( أي نُفخت ) النفس يعني ذات الجنين الروحية في جسدها , قطعاً يستمد جسد الجنين ( الوجه المادي لنفس الجنين ) حياته ونشاطه البيولوجي من حياة ونشاط النفس

وعندما يقوم الملك بنفخ النفس ( الروح ) في جسدها المقدر لها بكن فيكون بأمر الله ويكتب عملها وأجلها ورزقها وشقي أم سعيد , فتنشأ للجنين إرادة مستقلة بسبب النفس ( التي وصفها النبي ص بأنها روح ) التي نُفخت فيه أي تجسدت فيه , وتبدأ حركته الذاتية الإرادية المستقلة عن إرادة الأم أي الحياة المعنوية المادية الخاصة به , يعني يتحرك رغم أنها حركة عشوائية ولكنها حركة ذات إرادة مستقلة - هذه النفس ( الروح ) تتحكم من خلال لوحة التحكم ( المخ ) في جسدها الذي يستمد غذاءه من غذاء الأم ما دام الجنين في رحم الأم , والنفس تستخدم الجسد منذ نفخها فيه في رحم الأم ولكن بدون تكليف ما دامت داخل الرحم حتى تخرج بجسدها عند الولادة إلى الدنيا , ومتى خرجت إلى الدنيا تبدأ في البحث عن الغذاء الروحي لنفسها وعن الغذاء المادي لجسدها , فتجد الغذاء الروحي للنفس الروحية في الوحي ( روح الحياة الروحية ) , وتجد الغذاء المادي للجسد المادي في الماء ( روح الحياة المادية )














ثالثا - مكان النفس في الجسد

مما لا شك فيه أن النفس تُنفخ ( تُجَسد ) في جسد الجنين بواسطة الملاك , وتوجد في المجال الكهرومغناطيسي لخلايا الجهاز العصبي وتحديداً مجال الخلايا العصبية للقلب المادي المعروف , يعني النفس توجد في المنطقة المركزية للجهاز العصبي , أي موجودة تحديداً في منظقة القلب المادي ( مركز الجهاز العصبي ) وفيها أعلى نطاق تغطية للشبكة الكهرومغناطيسية , وهذا التجسد مؤقت حتى يأتي أجلها وتخرج من الجسد تماما , والتجسد لا يعني الاتحاد أو الدمج مع الجسد في كيان واحد! , يعني التجسد فقط داخل الجسد المادي دون اختلاط 

واتصال النفس ( القلب الروحي ) بالقلب المادي المعروف يعني تبادل البيانات والمعلومات فقط عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن مركز الجهاز العصبي (القلب المادي) والمحيطة به , ولا يُفهم من هذا الاتصال أن هناك اتحاد أو دمج أو اختلاط أو ما شابه ذلك بين الماهيتين النفس والجسد!! , لأن كل منهما يختلف في طبيعته وكنهه عن الآخر , لكن هناك تجسد مؤقت للنفس في الجسد يعني إقامة مؤقتة 

فهذه النفس تجعل القلب المادي حيا ينبض ما دامت النفس مقيمة في مجاله الكهرومغناطيسي ومتصلة به , ورحلة دخول البيانات وانتقالها من الجوارح إلى النفس كما يلي : 
الجوارح -----> المخ ( لوحة التحكم ) -----> المضغة ( القلب المادي ) -----> النفس ( القلب الروحي )

وتعب وإرهاق المخ ينتج عنه النعاس ثم النوم - فيتسبب النوم في قطع الاتصال بين النفس وجوارح الجسد بسبب نوم الدماغ ( لوحة التحكم في جوارح الجسد ) - وعلى هذا 
فيكون النوم دائماً أو التخدير عائق بين النفس وجوارح الجسد بصفة مؤقتة , ولم يكن لوجودها أي معنى حال النوم أو التخدير غير أن القلب المادي حي وينبض فقط , وكذلك التخدير الكلي يؤدي إلى حجب النفس الموجودة داخل الجسد عن العالم الخارجي وبالتالي فقد الوعي ومن ثم فقد الإحساس والشعور , وفي كلا الحالتين النوم أو التخدير هذا ما يسمى بالموت المعنوي المادي أو الموتة الصغرى أو الموت المؤقت - وفي القرآن أدلة كثيرة جدا على أن المقصود بالقلب هو ( النفس ) وليس القلب المادي المعروف , وهذا حق لأنها بالفعل تحيط بالقلب المادي المعروف في منطقة الصدر - وهي التي تتدبر وهي التي تعقل وهي التي تؤمن وتنال السكينة ثم تزداد إيمان وهي التي تطمئن بذكر الله وتخشع له


رابعا - علاقة النفس بالمضغة

الذات هي النفس البشرية والنفس البشرية هي ( القلب الروحي ) , أما المضغة التي تضخ الدم هي ( القلب المادي ) , فلابد أن نفرق  بين القلب الروحي والقلب المادي , القلب الروحي هو القلب العاقل أي وحدة المعالجة المركزية , أما القلب المادي المعروف هو محرك ( موتور ) الجسد , وهناك علاقة وثيقة بين القلب الروحي ( النفس ) والقب المادي ( المحرك ) هي علاقة ملازمة , لأن الكتاب والسنة أثبتوا ذلك , وهذه العلاقة المثبتة هي علاقة ملازمة ( أي أن القلب الروحي ملازم تماماً للقلب المادي الموجود في منطقة الصدر ) , ومما لا شك فيه أن للنفس هذه اللطيفة الربانية علاقة تبادل بيانات ومعلومات بينها وبين المضغة , فالذات هي النفس ( القلب الروحي ) هي التي تعقل وتفقه وهي التي تمتلك البصيرة حتى لو كان الشخص أعمى البصر , فالبصر بالعين المادية شيء والبصيرة بالنفس البشرية الروحية شيء آخر

وما كان لرجل من قلبين ( ماديين ) في جوفه رغم أن جوفه فيه قلب روحي وقلب مادي , ولكن ربنا سبحانه وتعالى بيفرق بين هذا وذاك من حيث الماهية والمعنى , فكل منهما يختلف في طبيعته وماهيته وحقيقته عن الآخر رغم أنهما في مكان واحد , ولكن النفس ( القلب الروحي ) هي جوهر الإنسان أو ذاته , أما المضغة ( القلب المادي ) هو مجرد الموتور المادي ( المحرك ) , ومتى خرجت النفس من الجسد تماما ( أي ماتت ) يتوقف الموتور ( المحرك ) على الفور فيتوقف معه سائر أعضاء الجسد المادي

لنتأمل قول الله نعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىَ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } وقوله :{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ } وقوله : { هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً } وقوله : { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ } وقوله : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلّذِينَ آمَنُوَاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقّ 

هذه القلوب : هي الأنفس البشرية ( القلوب الروحية ) وليس المضّغ ( القلوب المادية )
القلب الروحي ملازم للقلب المادي تماماً ولا ينفك عنه إلا في حالة الموت الذاتي ( مغادرة الجسد ) 
إذن التدبر والتعقل والإيمان والطمأنينة من خصائص النفس البشرية


ماذا بعد الولادة ؟


التسوية ثم نفخ الروح

      1- فإذا سويته :
وعندما تخرج النفس بجسدها من رحم الأم إلى الدنيا أي بعد ولادة الجنين , تقود الجسد وتتحكم فيه من خلال لوحة التحكم ( المخ ) في الدنيا بلا مرجعية أخلاقية , حتى يتم تسوية بنية هذا الجسد المادي ليصبح إنسان مهيأ لاستقبال الوحي ( المرجعية الأخلاقية ) , فإذا سوى الله بنية هذا الجسد المادية وصار إنسان سوي عاقل أي أن آليات الإحساس الجسدية أصبحت عند هذا الإنسان مهيأة لأن تستخدمها نفسه فتسمع وتُبصر بواسطة هذه الآليات وتفكر وتعقل شرع الله , هذه التسوية من السواء والكمال حتى يكون الإنسان سوي على الصورة التي ينبغي أن يكون عليها حتى يتحقق الهدف من وجوده


      2- ونفخت فيه من روحي :
فإذا ما تمت التسوية وصار إنساناً عاقلاً , عندئذٍ تُنفخ فيه ( أي في نفسه ) الروح الأخرى وهي الوحي بواسطة ملك الوحي جبريل عليه السلام , لتقود جسدها المادي بواسطة هذا الوحي أي أن النفس تمتلئ بما نزل عليها من الوحي ( الروح ) فيه تعليمات وقوانين , فيضيف هذا الوحي ( الروح ) الحياة المعنوية الروحية إلى الحياة الذاتية للنفس إلى أجل مسمى

ونفخ الوحي ( الروح القدس ) هذا هو ما تشرف به جميع الأنبياء , حتى أنهم كانوا مساقين بالروح القدس التي امتلأت بها أنفسهم المتجسدة في أجساد مادية , والله تعالى خلق النفس لتسعى بجسدها في الدنيا لكي يؤهلها لمرتبة العبادة ويختبرها في مدى تحملها الأمانة من عدمه حيث فيها تسبيح الله بحمده , ثم تموت يعني تسكن القبر ثم تبعث يوم القيامة إلى عالمها الذي جاءت منه قبل استخلافها في الدنيا حيث لابد من رجوعها إليه مرة أخرى لتنال الجزاء من جنس العمل
ومن الملاحظ هنا أن :
· الوحي ( العهد ) : الله تعالى وصفه في القرآن بأنه روح يُنفخ في النفس وهو الذي يمد النفس بالحياة الروحية
· النفس ( الذات ) : النبي (ص) وصفها في السنة بأنها روح تُنفخ في الجسد وهي التي تمد الجسد بالحياة المادية 

الأدلة الشرعية على أن النفس هي القلب

الخلاصة :
الذات هي النفس الروحية هي جوهر الإنسان المستقل بذاته , ولكن هذه الذات تجسد في جسد بشري مادي , وهناك علاقة وثيقة بيت هذه الذات والجسد المادي , كل منهما يؤثر ويتأثر بالآخر , النفس تموت موت ذاتي بموت الجسد , والجسد يموت موت ذاتي بموت النفس , فكلاهما يؤثر في الآخر , هي الإنسان نفسه وما الجسد إلا مركبة تستقله حتى تموت ( تخرج من الجسد ) , فإذا ماتت تحلل الجسد وهلك




الخاتمة

في النهاية : بفضل الله تعالى وتوفيقه قدم موقع فرع إسحاق للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : ماهية وطبيعة النفس , علاقة النفس بالجسد , تجسد النفس في جسد الجنين , مكان النفس في الجسد , علاقة النفس بالمضغة , التسوية ونفخ الروح , هذا فإن أصبت فمن الله تعالى وان أخطأت فمن نفسي والشيطان , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين




author-img
باحث ومفكر إسلامي, مصري الجنسية, بالمعاش, محب للتدوين, مهتم بالبحث والفكر المعاصر, هدفي الوحيد في الحياة هو الدعوة إلى التوحيد الحقيقي بهدف نصرة الدين (بسبب الهجمة الشرسة على الإسلام),من خلال تقديم أبحاث سليمة ذات محتوى ديني تعتمد في أدلتها على الكتب المقدسة قبل آراء المفسرين!, عسى أن تتحقق الوحدة الدينية الإسلامية ويتحقق الأمن والسلام العالمي, بإذن الله تعالى .. آمين

تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم
تم بحمد الله تعالى
محتوى البحث