يقدم موقع فرع إسحاق للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى ديني مبسط عن : قلب الإنسان , يتضمن إجابة في الصميم على أي سؤال يُطرح حول الموضوع
القلب
مقدمة
في البداية : بإذن الله تعالى وتوفيقه يقدم موقع فرع إسحاق للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : قلب الإنسان : أولا المادي ، ثانيا الروحي ، الأدلة من الكتاب والسنة ، والله ولي التوفيق
![]() |
| القلب |
1 - القلب المادي ( المضغة )
![]() |
| القلب المادي |
2 - القلب الروحي ( النفس )
![]() |
| القلب الروحي |
أيهما أقرب للحقيقة؟
ونخلص في ذلك بأن ما ورد في القرآن والسنة من عجائب القلب ووظائفه لا علاقة له بالقلب المادي الموجود في القفص الصدري الجانب الأيسر منه, فهو - كما يقول الغزالي - موجود لدى البهائم بل ولدى الميت, ويؤكد الغزالي ذلك بقوله: «وحيث ورد في القرآن والسنة لفظ القلب فالمراد به المعنى الذي يفقه من الإنسان ويعرف حقيقة الأشياء, وقد يكنى عنه بالقلب الذي في الصدر, لأنه بين تلك اللطيفة الربانية وبين جسم القلب علاقة خاصة »
ما أروع الغزالي وما أوسع علمه فقد سبق عصره بل سبق علماء عصرنا بمراحل في هذا الموضوع.
وإليك بعض ما جاء في القرآن الكريم حول القلب المعنوي:
{أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ} (28 الرعد), وقوله تعالى:{أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ } (الحج 46), وقوله عز وجل: {أَفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىَ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ} (محمد 24), وقوله: {هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً } (الفتح 4), وقوله: (أَلَمْ يَأْنِ لِلّذِينَ آمَنُوَاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقّ } (الحديد 16).
ووصف سبحانه قلوب المنافقين والكافرين وأمراضها ووصف الران الذي يغطي القلب, والأكنّة التي تمنع القلب عن الهدى فلا ترى بصيصا من نور, ووصف القلوب القاسية الجاسية التي هي كالحجارة أو أشد قسوة من الحجارة, قال تعالى: {كَلاّ بَلْ رَانَ عَلَىَ قُلُوبِهِمْ مّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (المطففين 14)
وقال تعالى عن الكافرين: {خَتَمَ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِهمْ وَعَلَىَ سَمْعِهِمْ وَعَلَىَ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } (البقرة 7), وقال يصف المنافقين: {فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً } (البقرة 10), وهو مرض الشك, وقال سبحانه وتعالى: {فَيَطْمَعَ الّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } (الأحزاب 32) وهو مرض الشهوة, والآيات في هذا الباب كثيرة وفيما ذكرناه غنية.
ما ورد في السنة :
ومن الأحاديث التي ذكرت القلب العضلي بوضوح وأشارت إليه قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب», (متفق عليه)
وفي هذا الحديث إعجاز طبي, إذ أن أي مرض يصيب القلب يؤثر دون ريب على سائر الجسد فيفسد. فإذا فقد القلب جزءا من وظيفته في ضخ الدم غير المؤكسد من البطين الأيمن إلى الرئتين ومن الرئتين يأتي الدم المؤكسد إلى القلب فيضخه البطين الأيسر إلى كافة أرجاء الجسم, بل إلى كل خلية فيه يمدها بالهواء (الأوكسجين) والغذاء, فإذا اضطربت هذه الوظيفة وفسدت فسدت لها سائر الأعضاء.
ومن أقوال العلماء :
وقال الإمام الغزالي: «وحيث ورد في القرآن والسنة لفظ القلب فالمراد به المعنى الذي يفقه من الإنسان ويعرف حقيقة الأشياء وقد يكنى عنه بالقلب الذي في الصدر لأن بين تلك اللطيفة ( النفس ) وبين جسم القلب علاقة خاصة».
وأخيرا :
في هذه الآيات والأحاديث المذكورة آنفا لا يتبادر إلى الذهن سوى القلب الروحي العاقل واضحا جليا لكل ذي فهم ولب
ولكن هناك بعض الآيات والأحاديث التي قد يشتبه فيها الأمر ويتبادر إلى الذهن أنها مرتبطة بالقلب المادي الغير عاقل , وإن كان القصد منها على الحقيقة ينصرف إلى القلب الروحي العاقل .
وذلك كقوله تعالى: {مّا جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}(الأحزاب 4), فمما لا شك فيه أن الله لم يجعل لبشر قلبين في جوفه, يقول ابن كثير في تفسيره: «إنه كما لا يكون للشخص الواحد قلبان في جوف, ولا تصير زوجته التي يظاهر منها بقوله أنت علَيَّ كظهر أمي أُمَّا له, كذلك لا يصير الدعي للرجل - إذا تبناه فدعاه - ابنا له, ثم حكى الأقوال الأخرى حيث كان رجل من قريش يزعم أن له قلبين في جوفه يعقل بكل واحد منهما كعقل محمد فكذبه الله تعالى».
وقوله تعالى: {فَإِنّهَا لاَ تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَـَكِن تَعْمَىَ الْقُلُوبُ الّتِي فِي الصّدُورِ} (الحج 46). وهذه أقوى آية وأصرحها في هذا الباب. ولا شك أن القلب العضلي موجود في الصدر, وأما القلب المعنوي الذي يصيبه النور أو العمى وهو خاصية الإنسان فليس هو القلب العضلي, وإن كان له به نوع تعلق كما مر معنا. ويوضح ابن كثير ذلك في تفسيره ج3/227 حيث يقول: «أي ليس العمى عمى البصر, وإنما العمى عمى البصيرة, وإن كانت القوة الباصرة سليمة فإنها لا تنفذ إلى العبر ولا تدري ما الخبر».



تعليقات
إرسال تعليق